تدمير الأمن الغذائي للشعب الفلسطيني
أحد الظروف السيئة التي يتحملها الفلسطينيون بسبب استعمار نظام إسرائيل هو في مجال تأمين الغذاء. هذا النظام من خلال تطبيق سياسات مختلفة، دمر الأمن الغذائي للفلسطينيين. فيما يلي نستعرض هذه المسألة.
الإسرائيليون يأكلون أكثر، والفلسطينيون جائعون أكثر!
نظام إسرائيل بوضع خطوط حمراء أمام وصول الفلسطينيين إلى تغذية مناسبة، أدى إلى تدمير الأمن الغذائي لهم. تتحكم حكومة إسرائيل في جميع المواد الغذائية التي تدخل قطاع غزة، ومنذ عام 2007 فرضت تعليمات تقضي بأن يحصل الفلسطينيون في غزة على أقل كمية من الطعام. وفقًا لهذه التعليمات، يجب أن يحصل الفلسطينيون في هذه المنطقة على 37% أقل من متوسط استهلاك الفواكه والخضروات لدى الإسرائيليين، و19% أقل من متوسط استهلاك اللحوم لدى الصهاينة، و43% أقل من متوسط استهلاك الألبان للمحتلين! وبموجب هذه التعليمات، يجب أن يكون وصول الفلسطينيين في غزة إلى الغذاء بالكاد كافيًا لمنع سوء التغذية لديهم! اليوم، رغم ادعاء إسرائيل بأنها أنهت هذه السياسة، إلا أنه منذ عام 2017، يعاني 40% من الأسر في غزة من انعدام أمني غذائي شديد، ناتج بشكل أساسي عن الحصار المفروض من قبل نظام إسرائيل. 1



الجفاف في الأرض الخصبة!
نظام إسرائيل من خلال سياساته الفصلية (الأبارتايد)، جلب الاستعمار إلى الزراعة في الأراضي الفلسطينية. نتيجة لهذه السياسات، يعاني الفلسطينيون المنتجون للغذاء من مصادرة أراضيهم، التهجير القسري، حرمانهم من حق المياه، حرمانهم من حرية التنقل، تقييد وصولهم إلى الأسواق، وهجمات القوات العسكرية والمستوطنين الإسرائيليين. هذه العقبات أدت إلى مشاكل مثل تدمير الإرث الزراعي، انعدام الأمن الغذائي، الجوع، الفقر، والأضرار البيئية في الأرض الخصبة الفلسطينية؛ وهي مشاكل مفتاح حلها هو السيادة الغذائية للفلسطينيين، أي حق الفلسطينيين في تعريف أنظمة غذائية وزراعية صحية تتناسب مع ثقافتهم وبيئتهم. لكن نظام إسرائيل من خلال فرض قيود متعددة، انتهك حق السيادة الغذائية الفلسطينية على معظم المحاصيل في هذه الأرض، ومنها:


العنب، الباذنجان، الطماطم، والبصل: القيود العسكرية التي فرضها الاحتلال على تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ثمانينيات القرن الماضي حالت دون تمكن المزارعين الفلسطينيين من التنافس مع المزارعين في المستوطنات غير القانونية.
الماعز الأسود: حيازة الماعز الأسود، الذي يمثل مصدر الدخل الأهم للبدو الفلسطينيين، ممنوعة منذ خمسينيات القرن الماضي. الاحتلال يصادر ويسلخ الماعز ليقضي على هذا المورد الحيوي.
الحليب والبيض: عبر دعم منتجات المزارعين الإسرائيليين، تمنع إسرائيل المنتجات الفلسطينية من المنافسة السعرية، ما يجعل منتجات الاحتلال تهيمن على أسواق الضفة وغزة.
السمك: من المحاصيل المقيدة أيضاً بسبب هجمات البحرية الإسرائيلية المتكررة على الصيادين في بحر غزة، حيث تم شن أكثر من 2265 هجومًا بين 2007 و2021.
الخضروات:35% من الأراضي الزراعية الصالحة لزراعة الخضروات في غزة محرومة بسبب القيود الإسرائيلية، كما تعرضت 13 مليون متر مربع من الأراضي الزراعية لأضرار من مبيدات إسرائيلية..
الفطر:منعت إسرائيل استيراد المواد الأولية لتربية الفطر، وفرضت رسومًا على التخزين في الموانئ، مما أدى إلى إغلاق مزرعة فطر فلسطينية في 2016..
القمح، الدخن، والشعير: إسرائيل ضربت التنوع البيولوجي من خلال استيراد الحبوب بشكل عشوائي، مما أثر سلبًا على زراعة الأصناف المحلية التي يزرعها الفلسطينيون.
الفراولة: بسبب السيطرة الإسرائيلية على الصادرات والواردات في غزة، حُرم مزارعو الفراولة من الوصول إلى الأسواق.
المياه: إسرائيل تسيطر على مياه الضفة الغربية وتدمر البنى التحتية، كما تسبب في تلوث 97% من مياه غزة.
النباتات الطبية: منعت إسرائيل شراء بعض النباتات الطبية في فلسطين، وفرضت غرامات مالية أو السجن لمن يخالف ذلك.2
الجفاف في أرض أمطار البحر المتوسط
إحدى الظلم التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني المظلوم هي حرمانهم من الوصول إلى مياه نظيفة وكافية. يحدث هذا الحرمان المفروض على الفلسطينيين من المياه رغم أن أرضهم تتمتع بمناخ البحر المتوسط وشتاء ممطر. فيما يلي شرح للقيود التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة فيما يتعلق بالمياه.
الضفة الغربية عطشى
الفلسطينيون في الضفة الغربية محرومون من استهلاك مياه نظيفة وكافية بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، فإن معدل هطول الأمطار السنوي في رام الله (مركز السلطة الفلسطينية) أكثر من لندن؛ حيث يبلغ معدل الأمطار السنوي في لندن ٥٩٦ ملم (١٥٠ لترًا يوميًا لكل فرد)، وفي رام الله ٦١٩ ملم. يستولي الاحتلال الإسرائيلي سنويًا على أكثر من ٨٠٪ من المياه الجوفية الجبلية في الضفة الغربية بطرق متعددة، وسنوضح فيما يلي هذه الأساليب المؤذية:

- التحكم في مصادر المياه: يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على كافة مصادر المياه في الضفة الغربية ويشرف على استخدامها.
- مراقبة توزيع المياه: يحدد الاحتلال الإسرائيلي كمية المياه التي يستهلكها الفلسطينيون وحصتهم السنوية.
- منع تطوير مصادر المياه:منذ عام ١٩٦٧ وحتى الآن، لم يسمح الاحتلال الفلسطينيين بحفر أي بئر جديدة حتى في أكثر المكامن الجوفية إنتاجًا في الضفة الغربية.
- تدمير البنى التحتية للمياه: يقوم الاحتلال الإسرائيلي بتدمير البنى التحتية للمياه في الضفة الغربية التي تستخدمها الفلسطينيون للاستهلاك المنزلي والزراعي ورعاية المواشي وغيرها؛ على سبيل المثال، في عام ٢٠١١ دمر الجيش الإسرائيلي ٨٩ منشأة مرتبطة بالمياه تشمل ٢١ بئرًا و٣٤ خزّان مياه الأمطار، والتي كانت ضرورية للزراعة ورعاية المواشي.


باتباع الاحتلال الإسرائيلي هذه السياسات، تم تخصيص ٢٠٪ فقط من المياه الجوفية الجبلية في الضفة الغربية لتلبية احتياجات الفلسطينيين المائية؛ بحيث لا تتجاوز كمية المياه المتاحة لكل فلسطيني في الضفة الغربية ٧٠ لترًا يوميًا، في حين أن منظمة الصحة العالمية توصي بحد أدنى ١٠٠ لتر يوميًا لكل فرد. بالمقابل، يقوم الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة ٨٠٪ من المياه الجوفية في الضفة الغربية وغيرها من مصادر المياه في الأراضي المحتلة، وحوض نهر الأردن، والمياه المحلاة في فلسطين، مما يوفر لكل مستوطن إسرائيلي ٣٠٠ لتر من المياه يوميًا.3
البطش في قطاع غزة العطشان
نقص مياه الشرب النظيفة في غزة ناتج عن تلوث مصادر المياه في المنطقة وعدم الوصول إلى مصادر المياه الأخرى في فلسطين. بالرغم من أن القانون الدولي يحدد للشعب الغزّي حق الحصول على نصيب عادل ومعقول من المياه من المصادر الموجودة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أن الناس في غزة، بسبب النزاع مع الصهاينة، تمكنوا حتى الآن من الوصول فقط إلى الحوض المائي الساحلي العابر للحدود الذي تشترك فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة ومصر.4 من جهة أخرى، ٩٧٪ من مياه غزة غير صالحة للشرب وملوثة بكمية كبيرة من الأملاح وملوثات أخرى متعددة الأسباب.5 فيما يلي أسباب تلوث المياه في غزة:

العنف الإسرائيلي في فلسطين
إحدى القضايا المثيرة للتأمل في قضية فلسطين هي كيفية تخطي الفلسطينيين للأحزان. فيما يلي مقارنة بين تجربة حداد سكان نيويورك في حادثة ١١ سبتمبر وتجربة سكان غزة:
مرّ سكان نيويورك بخمس مراحل حداد لتجاوز ألم فقدان أحبائهم في حادثة ١١ سبتمبر (٢,٨٢٣ قتيل):
1) الاستهلاك المفرط للمياه من الأحواض الجوفية في غزة: بسبب الحصار الذي فرضه عليهم الاحتلال الإسرائيلي، لا يتمكن سكان غزة من الوصول إلى مصادر المياه الخارجية. هذا دفعهم لاستخدام مفرط للمياه الجوفية في غزة مما أدى إلى انخفاض مستوى المياه في تلك الأحواض. انخفاض منسوب المياه في الأحواض الجوفية تسبب في تسرب مياه ملوثة من الساحل داخل تلك الأحواض، محدثًا ملوحة المياه التي تدخل من صحراء النقب.
2) الحروب الإسرائيلية على غزة: القصف المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي ألحق أضرارًا جسيمة بمياه غزة ومحطات التنقية والبنية التحتية الصحية في المنطقة.
3) عدم إعادة بناء وتطوير بنية المياه التحتية في غزة: القيود التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي والجهات الدولية على دخول مواد بناء وتجهيزات المياه إلى غزة أدت إلى انهيار بنية المياه والصرف الصحي وتلوث مصادر المياه.
4) انقطاع الكهرباء الكامل في غزة: نقص الوقود والكهرباء الناتج عن الحصار المستمر للاحتلال الإسرائيلي حال دون تشغيل محطات تنقية المياه والصرف الصحي في المنطقة.
إضافة إلى ما سبق، تسرب مياه الصرف الصحي والتخلص غير السليم من النفايات الصلبة تسبب في تلوث مياه غزة وارتفاع كميات النترات فيها، مما أدى إلى وفيات لا مفر منها وأمراض متعددة، منها الإسهال، حيث ترتبط ٢٦٪ من الأمراض في غزة بالمياه.6



میدونستید آمریکا و اسرائیل تا حالا چند دفعه تعهدات خودشون درباره فلسطین رو زیر پا گذاشتن؟!
مصادرنا
[1]. Error! Hyperlink reference not valid. (accessed on 21 March 2012)
Palestinian Water Authority, 2003. Rainfall Variability and Change in the West Bank (PDF)
"Amnesty, 2009. Troubled Waters - Palestinians denied fair access to water" (PDF)
UK DEFRA, 2013. Domestic Water Saving (accessed on 7 February 2013)
WHO, 2003. Domestic Water Quantity, Service Level and Health (PDF)
C. Messerschmid, 2007. Hydro-hegemony in shared Israeli, Palestinian groundwater resources (PDF)
EWASH, 2012. Israeli restrictions on the WASH sector in the Occupied Palestinian Territory and their impact on vulnerable communities (PDF)
لا وجهات النظر